يعد الإبتكار من أهم سمات العصر كما يعتبر من أهم الاستراتيجيات التي تحقق ميزة تنافسية للمؤسسات ، إذ حظي بالإهتمام المتزايد من قبل السلطات والهيئات الإقتصادية فهو يأتي في مقدمة محركات نمو هذه المؤسسات ومفتاح نجاحها ، وفي هذا الصدد نظمت جامعة محمد خيضر بسكرة و مركز دعم التكنولوجيا والابتكار وبالتعاون مع جامعة أبودا المجرية الملتقى الدولي الأول المتعدد التخصصات الموسوم بـ " الإبتكار الأخضر مفتاح نجاح المؤسسات الناشئة ، المؤسسات الصغيرة " بقاعة المحاضرات الكبرى عمر عساسي وذلك بحضور السيد مدير الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بوطرفاية ، نوابه ، مختلف مسؤولي الجامعة ،ممثلي الهيئات المدنية للولاية ، ممثل المنظمة العالمية للملكية الفكرية بالجزائر ، مدير المعهد الوطني للملكية الصناعية إلى جانب ثلة من الأساتذة الأجانب ،وأساتذة من جامعات الوطن وطلبة .
رئيسة الملتقى الدكتورة رقية شرون وضمن كلمتها الافتتاحية التي إعتبرت فيها أن هذا الحدث بمثابة منبر لالتقاء الباحثين الأكاديميين من مختلف التخصصات قصد تحقيق الجودة المنشودة بعد بناء جسر بين هذه التخصصات وإبراز أهمية التكامل الأكاديمي في مختلف العلوم وفي مجال البحث العلمي ،لتشير كذلك إلى مدى مساهمة الإبتكار الأخضر في نجاح المؤسسات الناشئة من خلال رسم أهداف هذا اللقاء التي تتمحور حول توضيح مفهوم الإبتكار الأخضر والتكنولوجيا الخضراء ودوافع تبنيه في هذه المؤسسات إضافة إلى التعرف على اهمية ومتطلبات هذا الموضوع مع عرض وتحليل واقعه في الجزائر والاشارة الى جهود الحكومة لتطبيقه ، كذلك التعرف على الشركاء الفاعلين ومساهمة مراكز البحث العلمي والجامعات في تفعيل التكنولوجيا الخضراء في تنمية وتطوير المؤسسات الناشئة ،الصغيرة والمتوسطة ،موضحة ان اللجنة العلمية تلقت في هذا الشأن ما يقارب 250 ورقة بحثية تم قبول 77 منها بعد التشفير ومرورها على ثلاث مقيمين ووقفا لمجموعة من المعايير مع الإشارة أنه سيتم الإعلان عن أحسنها في ختام هذا الملتقى .
في كلمته ممثل المنظمة العالمية للملكية الفكرية بالجزائر السيد عثمان أحمد محمد السالك مدير المكتب الخارجي للمنظمة wipo إعتبر أن هذا الملتقى يعالج أهم التحديات التي تجابه الإنسانية جمعاء مما يتطلب مضاعفة الجهود بغية إبتكار أنظمة وتكنولوجيات نظيفة وهو ما تتطلبه الظروف البيئية الحالية من إبتكارات ملائمة مشيرا إلى جهود المنظمة العالمية للملكية الفكرية في إنشاء قاعدة بيانات فريدة من نوعها بهدف خلق سوق فكرية تفاعلية لتعزيز الإبتكار ونشر التكنولوجيات الصديقة للبيئة .
مدير المعهد الوطني للملكية الصناعية السيد عبد الحفيظ بلمهدي ثمن بدوره جهود القائمين على هذه المناسبة مؤكدا على أهمية هذة التظاهرة ودورها في الحياة الإقتصادية خصوصا مع تزامنها بالاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية تحت شعار الابتكار الأخضر.
مدير الجامعة وخلال افتتاحه لأشغال هذا اللقاء العلمي شكر القائمين على التنظيم ،كما ابدى اهتمامه الكبير باستحداث مركز دعم التكنولوجيا والابتكار على مستوى جامعة بسكرة نظرا للإنتاج العلمي الغزير الذي تقدمه مخابر البحث العلمي ،بهدف المحافظة على هذه البحوث معتبرا هذا الملتقى تحسيسي بالدرجة الاولى خاصة فيما تعلق بتسجيل براءات الاختراع على مستوى المعهد الوطني للملكية الفكرية ، كما حث الاساتذة والطلبة على مواصلة الاختراع والابتكار في مختلف المجالات ،داعيا كافة الأطراف للانخراط في السياسة الجديدة التي سترفع من شأن الجامعة على الصعيد الوطني والدولي .
ونظرا لما يحظى به موضوع هذا الملتقى من اهمية فقد تميزت اشغاله ببرمجة العديد من المداخلات لأساتذة من داخل الجامعة وخارجها ( غليزان ،معسكر،ورقلة ،عنابة ،جيجل قسنطينة2 ،تلمسان ، سكيكدة،سطيف1، بشار،الجزائر3 ،تبسة ....) اضافة الى برمجة مشاركة أساتذة من جامعات اجنبية ،جامعة التكنولوجيا بجنوب افريقيا من خلال الاستاذ الدكتور مامو ميشي ،من جامعة ستراسبورغ الدكتور مصطفى رموش ، والدكتور بيات عبد الضيفي من جامعة تكريت بالعراق وغيرهم الى جانب تقديم محاضرات اخرى عن بعد.
هذا الاهتمام الذي حظي به الملتقى من مختلف الجهات أكاديميين ، هيئات،مؤسسات و باحثين من شتى الأقطار تميزت جلساته العلمية بالثراء وبنقاشات بناءة تصبو من خلالها للخروج بتوصيات من شأنها رسم خارطة طريق لنجاح المؤسسات الناشئة ، المؤسسات الصغيرة في الجزائر عبر بوابة الابتكار الأخضر .