الثورة الجزائرية التحريرية 1954 – 1962 المسار والتحديات " عنوان الملتقى الوطني الذي نظمته جامعة بسكرة يوم الخميس 31 اكتوبر 2019 من خلال كلية العلوم الانسانية والاجتماعية – قسم العلوم الانسانية وبالتعاون مع مديرية المجاهدين لولاية بسكرة احياءا لذكرى اندلاع الثورة المباركة وذلك بقاعة المحاضرات الكبرى للجامعة الشهيد عمر عساسي وكذلك قاعة المناقشات بمجمع الهندسة المعمارية.
تميز الحدث بحضور مكثف للأسرة الجامعية بمختلف اطرافها السادة نواب مدير الجامعة ، عمداء الكليات ، وممثلي السلطات المحلية المدنية والأمنية بالولاية الى جانب نخبة من اساتذة ودكاترة من داخل الجامعة وخارجها ، اعضاء من الاسرة الثورية.
برنامج هذا الملتقي التاريخي العلمي كان ثريا بالمداخلات التي فاقت 30 مداخلة مبرمجة تم تقديمها من طرف اساتذة من اغلب جامعات الوطن كجامعة سطيف2 ، البليدة 2 ، المسيلة، تيبازة ، الوادي ، عنابة ، باتنة1 ،الجلفة ، تبسة ، الشلف ، خميس مليانة ، وجامعة الامير عبد القادر قسنطينة .
رئيس الملتقي الدكتور مسعود كربوع في كلمته اكد اعلى ان هذا الملتقى يعد ثمرة لمجهودات الجامعة وجزء من سياستها التي تسعى دائما الى الاحتفال بهذه الذكرى الوطنية وغيرها وذلك من خلال مداخلات حول محطات مختلفة من تاريخ الثورة التحريرية ، منوها في الوقت ذاته بدور مدير الجامعة الاستاذ الدكتور احمد بوطرفاية في انجاح هذا الحفل العلمي الى جانب عميد كلية العلوم الانسانية والاجتماعية الاستاذ الدكتور بلقاسم ميسوم .
عميد الكلية بدوره اشار اثناء الجلسة الافتتاحية الى ابرز محطات تاريخ الجزائر ابان الثورة المظفرة والى الاساليب الاستعمارية التي اتبعها المحتل في احكام السيطرة حيث اكد في كلمته ان هذا الملتقى سيخصص دراسة هذه المراحل من خلال زاوية الفعل الاستعماري ورد الفعل الثوري .
مدير الجامعة ومن خلال كلمته التي القاها نيابة عنه الاستاذ الدكتور محمود دبابش نائب مدير الجامعة للعلاقات الخارجية والتعاون والتنشيط والاتصال والتظاهرات العلمية ثمن فيها احياء هذه المناسبة باعتبار ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 من اعظم الثورات التي عرفها التاريخ ، مشيرا الى حرص ادارة الجامعة على احياء كل هذه التظاهرات الوطنية وتركيزها على الملتقيات التاريخية التي يؤطرها اساتذة متخصصون في التاريخ والعلوم المساعدة له ، ومن هذا المنبر دعى جميع الاساتذة وطلبة الاطوار الثلاث الى ضرورة التركيز على تاريخ الجزائر عامة والثورة خاصة مبديا استعداد المديرية لتوفير المناخ الملائم وتشجيع كل المبادرات التي من شانها ابراز تاريخ الجزائر .
ليضيف ايضا ان جامعة محمد خيضر تتشرف بعقد هذا الملتقى الذي خصصت اشغاله حول مسيرة الثورة التحريرية من ناحيتين الاولى هي سياسة فرنسا ورد الثورة الجزائرية اعتمادا على البحوث الاكاديمية ليعلن بعدها عن الافتتاح الرسمي لأشغال هذا الملتقى .
تميزت الجلسات الاولى لبرنامج هذا الملتقى بالعديد من المداخلات التي دارت في مجملها حول اوضاع الجزائر من مجازر الثامن ماي 1945 الى غاية الفاتح من نوفمبر 1954 ، حيث قدم الدكتور فارس كعوان من جامعة سطيف 2 مداخلة معنونة بـ " مجازر 8 ماي 1945 بسطيف في ضوء وثيقة خطية معاصرة" ، من جامعة البليدة2 الدكتورة عائشة مهدي بدورها قدمت مداخلة موسومة بـ " اثر تزوير انتخابات المجلس الجزائري على حزب الشعب فريل 1948 ، اضافة الى تدخل الدكتور عادل قواسمية من جامعة الامير عبد القادر حول "الاوضاع السياسية والنشاط العسكري الذي عرفته الجزائر قبل الثورة التحريرة الكبرى " الى جانب العديد من المداخلات التي لا يمكن حصرها لأساتذة من جامعات اخرى.
قاعة المناقشات بمجمع الهندسة المعمارية كما ذكرنا انفا شهدت هي الاخرى جزء من فعاليات هذا اليوم
حيث خصصت بها الجلسة الثانية المعنونة بـ اندلاع الثورة التحريرية وردود الفعل " برئاسة الدكتورة فتيحة شلوق من جامعة بسكرة حيث تناول فيها الاساتذة المتدخلون ابرز الظروف المحيطة والمصاحبة لإعلان انطلاق هذه الثورة حيث تضمنت مداخلة الدكتورة جازية بكرادة موضوع " اندلاع الثورة الجزائرية بالمنطقة الخامسة 1954" ،اضافة الى "دراسة موقف الحركة الوطنية الجزائرية من اندلاع هذه الثورة "عبر مداخلة من تقديم الدكتورة وافية نفطي من جامعة بسكرة .
في ذات السياق تم تقديم شهادات حية من طرف بعض اعضاء الاسرة الثورية للاستفادة من رواياتهم الشفهية وجعلها كحافز للحفاظ على الذاكرة من خلال المشاركة الجماعية في تحقيق هذا الهدف .
للإشارة فان برنامج هذا الملتقى يتضمن على مدار يوم كامل جملة من المداخلات والمحاضرات تضمنتها اربع جلسات ستتطرق اضافة الى ما تم ذكره الى نقاط اخرى من بينها "النشاط الثوري والسياسي الجزائري في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية للثورة الجزائرية " ،"الدعاية والدعاية المضادة" ، كما تم رسم مساحة للمناقشات حول اهم النقاط المرتبطة بمحور وأهداف هذا الملتقى .
وبالموازاة مع فعاليات هذا الملتقى الوطني نظمت المديرية الفرعية للأنشطة ببهو الجامعة من خلال النوادي العلمية والثقافية المعتمدة معرضا للصور التي تبرز اهم الاحداث المتعلقة بالثورة التحريرية الجزائرية الى جانب معرض متحف المجاهد لولاية بسكرة برواق قاعة المحاضرات والذي تضمن صور ومحطات هذه المرحلة التاريخية .
محطة تاريخية مهمة شكلت نقطة تحول في تاريخ الشعب الجزائري تحييها جامعة بسكرة كل سنة وتوليها أهمية كبرى بهدف استذكار هذه الحقبة المهمة في تاريخ الجزائر تخليدا لمن ضحو بالنفس والنفيس لنعيش نحن في كنف جزائر حرة مستقلة.