بعد تحديات وتضحيات كبيرة وتنازلات ممزوجة بجهد جبار قدمه أفراد أسرة جامعة بسكرة كل من موقعه طيلة الجائحة التي حاولت وبعنف تغيير المجرى العادي لسير السنة الجامعية 2019-2020 ،تصدوا لتداعيات الوباء لإنتشال الموسم الجامعي من منعطف الضياع ،ها هي اليوم مجهودات هؤلاء تتوج بإنجاح هذه السنة التي كانت ثقيلة على كاهلنا وقلوبنا على حد سواء ،فقدنا فيها الكثير من خيرة أساتذة الجامعة وموظفيها وطلبتها ،لنقف اليوم معا لنسدل الستار بكثير من التفاؤل و الطاقة الإيجابية على هذه السنة بتكريم الطلبة النجباء الذين أبوا إلا أن يتفوقوا ويعتلوا أعلى المراتب رغم كل الذي حدث...
شاءت الظروف أن يتأخر إختتام السنة الجامعية إلى حد اليوم ،أين احتضنت قاعة المحاضرات الكبرى عمر عساسي صبيحة يوم الثلاثاء 03 نوفمبر 2020 مراسيم حفل نهاية الموسم الجامعي 2019- 2020 ،في جو إستثنائي يعكس مدى تطبيق الإجراءات الوقائية التي نص عليها البروتوكول الصحي ،حيث تشرف مدير الجامعة الأستاذ أحمد بوطرفاية باستقبال والي الولاية المحترم السيد عبد الله أبي نوار و الوفد المرافق له من سلطات محلية مدنية وأمنية والأسرة الثورية ،والاعلامية بحضور مسؤولي الجامعة ،وأساتذة ،قدموا من أجل أن يشاركوا الطلبة المتفوقين وأوليائهم فرحة هذا التتويج.
وفي البهو الخاص بالقاعة، عرض طلبة بسكرة المتميزون اختراعاتهم التي وقف عندها وفد الضيوف واستمعوا إلى شروحات قدمت من طرف الطلبة العارضين بخصوص ابتكاراتهم أين أعرب السيد الوالي عن اعجابه وتشجيعه لمثل هذه المبادرات التي تعكس دور الجامعة الحقيقي في صقل وتبني مثل هذه المواهب الشابة التي بسواعدها تبنى الجزائر الجديدة.
إفتتح فعاليات هذا الحدث مدير الجامعة موجها التحية للحضور ،خاصا بالذكر أفراد الأسرة الجامعية على المجهود الجبار الذي قاموا به لإبعاد التراكمات عن السنة الجامعية القادمة 2020-2021 باستكمال هذه السنة بنجاح مع إتخاذ التدابير العملية لتسيير تدفقات الطلبة في ظل الإحترام الصارم للتدابير الصحية ،مما مكن من الحفاظ على سلامة الجميع ،وعبر عن فخره بالأساتذة الذين وفروا للطلبة الدروس والتطبيقات المتعلقة بالمواد عبر وسائل التواصل الرقمي ، وكذا التدريس الحضوري الجزئي بالتناوب ،كما توجه بالشكر السيد المدير لكل الفاعلين نظير مواكبتهم لخطط العمل بالمشاركة والدعم والنصيحة ،مثمنا بذلك دور جميع مستخدمي المؤسسة الذين أمنوا الخدمة العمومية بما يمليه عليهم الواجب ،هذا وقد نعى خلال تدخله الأساتذة والطلبة والموظفين الذين فارقونا خلال الجائحة ،ليقدم بعدها حوصلة بالمؤشرات حول معطيات ميداينة لجميع النشاطات البيداغوجية والخدماتية لهذا الموسم ،حيث بلغ عدد الخريجين هذه السنة 11125 طالب وطالبة في جميع الأطوار .
وفي الأخير دعا الجميع للإستمرار بذات العزيمة ونفس التصميم من أجل إنجاز دخول جامعي جديد والمقرر يوم 22 نوفمبر بنجاح تام وأنهى تدخله بتوجيه تقدير خاص إلى السيد والي ولاية بسكرة على المكانة التي خص بها جامعة محمد خيضر وعلى دعمه وتشريفه في هذا الحفل .
والي ولاية بسكرة المحترم وخلال إعلانه عن إختتام السنة الجامعية المتزامن مع ذكرى إندلاع ثورة نوفمبر المجيدة ، هنأ الطلبة المتفوقين في هذا الظرف الغير مسبوق متحدثا عن التضحيات الجسام التي قدمها الأسلاف لإنتزاع السيادة الوطنية ،مشيرا إلى ما تتوفر عليه الجامعة الجزائرية اليوم من إمكانيات تجعلها في مصاف الجامعات الكبرى ،شاكرا في ذات الوقت مساعي القائمين على الجامعة وحنكتهم وعلى رأسهم مدير الجامعة في تسيير الأزمة والوصول بهذا الموسم الجامعي إلى بر الأمان ، منوها بالدور الكبير الذي لعبته الرقمنة خلال هذه الفترة .
ليتوج بعدها نجباء الجامعة من مختلف التخصصات والأطوار ،بتكريمهم من طرف السيد والي الولاية و مدير الجامعة وكذا الضيوف ،في جو مفعم بالسرور والغبطة ،نظير تحقيقهم لأمنية ليست سهلة إلا على أولئك الذين تحدوا الصعاب صامدين ليتوجوا بسعادة لا مثيل لها .
لم ينسى القائمين على الجامعة فضل الذين ضحوا في سبيل أن نحيا نحن في كنف جزائر مستقلة ومستقرة في إلتفاتة رمزية كرم فيها الأب المجاهد علي بودونات،ليكرم بعد ذلك والي الولاية المحترم من قبل مدير جامعة بسكرة عرفانا لمجهوداته ودعمه الكبير من خلال مساندته الدائمة لجامعة محمد خيضر بسكرة .