جامعة بسكرة تطلق فعاليات ملتقى "اللغة العربية في الجزائر... صراع الهوية" وتفتتح الفعالية الوطنية "شهر اللغة العربية"

نظمت كلية الآداب واللغات لجامعة بسكرة، من خلال مخبر "تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المعالجة اللغوية وتحليل الخطاب" وبالتعاون مع المجلس الأعلى للغة العربية، صبيحة يوم الأحد 16 نوفمبر 2025 بقاعة المحاضرات الكبرى عمر عساسي، فعاليات الملتقى الوطني الموسوم بـ "اللغة العربية في الجزائر إبان الاحتلال 582534499 1282788193876766 1705369491030277429 nالفرنسي (1830-1962) ... صراع الهوية ومقاومة الهيمنة". وقد شهد الملتقى حضورًا وطنيًا واسعًا شمل الأسرة الجامعية لجامعة بسكرة وعلى رأسها مدير الجامعة الأستاذ عبد الحميد جفال، إلى جانب حضور بارز لعدد من الشخصيات العلمية والدينية، منهم السيد محمد المأمون القاسمي الحسيني وزير الدولة وعميد جامع الجزائر، والأستاذ صالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى لللغة العربية، والسيد فهد سالم الراشد ممثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، إضافة إلى الأستاذ عبد الحليم قابة رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وكبار رؤساء الزوايا، فضلًا عن والي الولاية السيد لخضر سداس وممثلي السلطات المحلية والمصالح الأمنية والأسرة الثورية والإعلامية.


وفي كلمتها الافتتاحية، رحبت رئيسة الملتقى الأستاذة نعيمة سعدية بالحضور، مبرزة أهمية هذا الموعد الوطني الذي يتيح قراءة تاريخ اللغة العربية خلال الحقبة الاستعمارية باعتبارها عنصرًا جوهريًا في الحفاظ على الهوية الوطنية. وأشارت إلى أن اللغة العربية كانت وما تزال خزان الذاكرة وروح الهوية ومفتاح المقاومة، مستعرضة حجم التفاعل العلمي الكبير الذي حظي به الملتقى من خلال أكثر من 100 مداخلة تم انتقاء 56 منها بعد التحكيم العلمي.
وقد تميز الملتقى بمشاركة نوعية من الشخصيات الوطنية، حيث أكد وزير الدولة وعميد جامع الجزائر السيد محمد المأمون القاسمي الحسيني في كلمته أن هذا اللقاء ينعقد في سياق نوفمبر الخالد، مستعرضًا نماذج من المقاومة اللغوية والروحية التي أحبطت مخططات الاستعمار الهادفة إلى طمس الهوية. كما قدّم أمثلة متعددة عن دور المعاقل الروحية والعلمية في حماية اللغة والدين عبر مختلف مراحل الاحتلال.
أما رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الأستاذ صالح بلعيد، فقد عبّر عن اعتزازه بالمشاركة في هذا الموعد العلمي، مؤكدًا المكانة المعرفية التي تميز ولاية بسكرة وما تزخر به من علماء ومشايخ. وأعلن بهذه المناسبة انطلاق "شهر اللغة العربية" من جامعة بسكرة، إلى جانب توقيع اتفاقية تعاون بين المجلس والجامعة لتعزيز العمل المشترك في خدمة البحث العلمي واللغة العربية.
كما أشار ممثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم السيد فهد سالم الراشد إلى أن اللغة العربية تحمل بُعدًا حضاريًا وقيمة ثقافية وأخلاقية تصون هوية المجتمعات وتقاليدها، فيما تطرّق رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الأستاذ عبد الحليم قابة إلى السياسات الاستعمارية التي استهدفت المدارس والزوايا والكتاتيب في محاولة لطمس الهوية الوطنية، داعيًا الطلبة إلى التمسك بالعلم والارتقاء بجهود البحث.
وفي كلمته الرسمية لافتتاح الملتقى، أكد مدير جامعة بسكرة الأستاذ عبد الحميد جفال أن هذا الحدث يمثل تجسيدًا حيًا لدور الجامعة في خدمة الفكر والبحث العلمي المرتبط بقضايا الأمة المصيرية. وأوضح أن اللغة العربية كانت وما تزال حصنًا منيعًا في وجه محاولات الطمس والهيمنة، مؤكدًا أن تنظيم هذا الملتقى وما يقدمه من بحوث ومناقشات يعد إضافة علمية مهمة تُسهم في إحياء الذاكرة الوطنية وترسيخ القيم المجتمعية.
وباسم السلطات المحلية، رحّب والي ولاية بسكرة السيد لخضر سداس بالحضور، معبّرًا عن اعتزاز الولاية باحتضان هذا الحدث العلمي الوطني. وأكد في كلمته المكانة الرفيعة للغة العربية في الوعي الجزائري، مستحضرًا دورها البارز خلال سنوات السبعينات في تعزيز النهضة الفكرية والدينية وترسيخ القيم الحضارية. كما نوّه بجهود جامعة بسكرة في خدمة البحث العلمي ودعم المبادرات التي تُعزّز مكانة اللغة العربية.
وعرفت الجلسة الافتتاحية تكريمًا خاصًا لعدد من الشخصيات العلمية المشاركة، وفي مقدمتهم السيد محمد المأمون القاسمي الحسني، والأستاذ صالح بلعيد، والأستاذ عبد الحليم قابة، إضافة إلى عدد من الفاعلين في هذا اللقاء العلمي. لتُفتتح بعدها الجلسات العلمية بمداخلة عميد جامع الجزائر، تلتها مداخلة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية حول مسار اللغة العربية خلال الحقبة الاستعمارية، لتتوالى بعدها مداخلات الأساتذة والباحثين من مختلف جامعات الوطن، مقدّمين قراءات معمقة في تاريخ اللغة العربية ودورها في حماية الهوية الجزائرية.
ويسعى هذا الملتقى الوطني، من خلال أعماله ونقاشاته، إلى الكشف عن واقع اللغة العربية خلال فترة الاحتلال، والوقوف على السياسات الاستعمارية الموجهة ضدها، وإبراز جهود المقاومة اللغوية والمؤسساتية، إلى جانب تشجيع البحوث الأكاديمية وفتح آفاق جديدة للدارسين المهتمين بتاريخ الهوية واللغة في الجزائر.

 

.